فأما التفسير، فقوله تعالى: براءة قال الفراء: هي مرفوعة باضمار هذه، ومثلُهُ: {سورة أنزلناها} [النور: 2]. وقال الزجاج: يقال بَرِئْتُ من الرجل والدَّيْن براءةً، وبرئتُ من المرض، وبرأتُ أيضاً أبرأُ بُرءاً، وقد رووا: برأْتُ، أبرُؤ بروءاً. ولم نجد في مالامه همزة: فَعَلْتُ أفعل، إلا هذا الحرف. ويقال: بريت القلم، وكل شيء نحتَّه: أبريه بَرْياً، غير مهموز. وقرأ أبو رجاء، ومورق، وابن يعمر: براءةً بالنصب. قال المفسرون: والبراءة هاهنا: قطع الموالاة، وارتفاع العصمة. وزوال الأمان. والخطاب في قوله: {إلى الذين عاهدتم} لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمرادُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، لأنه هو الذي كان يتولَّى المعاهدة، وأصحابُه راضون؛ فكأنهم بالرضا عاهدوا أيضاً؛ وهذا عام في كل من عاهد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. وقال مقاتل: هم ثلاثة أحياء من العرب: خزاعة، وبنو مدلج، وبنو جذَيمة.